الزواج والحياة الزوجية و لماذا تتغير نظرة الرجل في الزواج بعد الزواج ؟

الكاتب Null
300 مشاهدة

الزواج بين الحقيقة والخيال


“النظرة الطبيعية للرجل أن الزواج متعة بلا حدود , وأحاسيس رومانسية  بينه وبين شريكة حياته ،و تحمل المسؤلية شيء سهل وبسيط ، لأنه الآن يتحمل مسؤلية نفسه ببساطة ، وأنه سوف يكون الأب المثالي صاحب القيم , وسوف يكون قدوة لا مثيل لها” .

إلي هنا ينتهي الحلم ، نعم إنه حلم جميل يحلمه أغلب الرجال المعتدلين في تفكيرهم ، ولكن نظرة الرجل في الزواج تتغير يوماً بعد يوم ، وساعة بعد ساعة بعد الزواج.


لماذا تتغير نظرة الرجل في الزواج بعد الزواج ؟


سؤال يعرف إجابته أغلب الأزواج , نتيجة النظرة السوداء المكتسبة من الأصدقاء ومن الأفلام والمسلسلات , أن الحياة الزوجية ما هي إلا أيام قليلة من العسل  وباقي الأيام مجرد بصل طعمه مر .

ولكن هذه الأفكار لا تؤثر في كل الرجال , بل تؤثر على نظرة الرجل العادي , الذي يأخذ العلم من غير أهله , ويأخذ العبر من أصحاب تجارب “فاشلة” مبنية أيضاً على أساس هش , وهكذا تتأثر نظرة كل رجل عادي بغيره , لأنه ببساطة لا يتعلم العلم من أهله , بل يبصر بعيون الأخرين ولا يبصر بعيون أهل العلم , الذين كرسوا حياتهم للوصل إلي علم صحيح يهيء الحياة الزوجية أن تكون سعيدة وذات نظرة تفائلية مشرقة .

نظرة الرجل تتفير بالفعل في الزواج مع الوقت , ولكن النظرة هنا تتعلق بالشكل الجديد لنفسي كإنسان مسئول عن أسرة صغيرة مكونة من رجل وامرأة , ومع الوقت تبدأ الحياة في الضغط على الرجل شيئاً فشيء , وتبدأ طلبات الزوجة في التزايد , نظراً لتغير نظرتها أيضاً , لأنها مع الوقت تختلط مع زوجات أخريات , يقومن بتفتيح أعينها على أشياء قد تكون لا تعرفها , وأشياء قد تبدو جديدة عليها , وذلك يرجع إلي اختلاف الحالة الإجتماعية والمادية للزوجة قبل الزواج .

نظرة الزوج في الزواج تبدأ تفاؤلية ومع الوقت تتحول إلي تشاؤمية , لتزايد الطلبات والضغوطات والعوائق , وأيضاً ترجع لحالة البلد الذي يعيش فيها الزوج والزوجة , ومقدار الدخل الذي يأتي به الزوج في نهاية كل شهر , ومقدار الإحتياجات والمصروفات والمتبقي من الراتب بعد الإلتزامات والنزة وغيرها .


تناقص الرومانسية وتزايد الضغوط :


تتناقص الرومانسية يوماً بعد يوم لأن الزوج يكون في عمله مجهد ومتعب وفي غاية الإرهاق يومياً , نظراً لانه قد يكون يعمل في أكثر من عمل ليلبي طلبات البيت والزوجة والأولاد , فتتغير النظرة بشكل كبير , لأنه يعود إلي البيت فيجد الزوجة تشتكي وتشتكي من نقص المال ومن إحتياجها له , فيزداد الضغط النفسي على الزوج , والحيرة تزداد والضغط  يزداد أكثر لأنه يريد أن يكون البيت هو السكن والراحة , والحقيقة أن البيت يصبح مع الوقت غاية في الحزن والتشاؤم والنكد وعدم الراحة , خاصة بعد إهتمام زوجته بأبنائها واهماله .

وبالطبع مع وجود أول طفل , تتناقص الرومانسية تدريجياً ثم مع ثاني طفل تتناقص أكثر فأكثر , وقد تستمر الرومانسية ولكن في حالات قليلة جداً “إلا من رحم الله ” ومع هذا الكم من الأولاد تتزايد الطلبات والضغوط والمسؤليات وهنا تصبح النظرة سوداء أكثر وأكثر .


العلاقة الخاصة تقل فتختقي نظرة المتعة من الزواج :


الرجل مع بداية الزواج , يكون له نظرة في خياله أن الزواج هو المتعة بينه وبين زوجته والرومانسية الممتدة إلي أخر الحياة , ويومياً سوف يقوم بعلاقة حب بينه وبين زوجته , ولكن حينما يعود إلي العمل بعد “شهر العسل” أياً كانت المدة يجد أن كل شيء تبدل, يعود مجهد , ويجد زوجته أيضاً مجهدة من عمل البيت , ومستقبلاً مجهدة من مسؤليات البيت ومسؤليات الأولاد , فيجد أن زوجته غير مستعدة لأي نوع من أنواع التفاعل الرومانسي معه في أي شيء .

ومع الوقت علمياً قلة العلاقة بين الزوجين تتحول إلي أمراض نفسية وعضوية , ويفتى في ذلك أهل العلم في ذلك المجال , ويصاب الزوج والزوجة بفتور في العلاقة الزوجية .

فلذلك نجد الزوج يبحث بفارغ الصبر عن يوم الأجازة ليفرغ الطاقة الكامنة بداخلة , وقد يجد ضالته وقد تفسد خطته للمتعة , فتتحول إلي كابوس مزعج يزيد من النظرة السوداوية عن الزواج وعن المتعة .


الحل الوحيد لتصحيح نظرة الزوج عن الزواج بعد الزواج :


الشاب الباحث عن الزواج يجب أن يأخذ العلم من أهل العلم , ويأخذ الخبرة من أهل الخيرة الحقيقية , ويبتعد كل البعد عن أصحاب التجارب الفاشلة واصحاب الخبرات المزيفة .

ببساطة بعدما يجد الشاب (زوج المستقبل)  شريكة حياته , ويبدأ فعلياً في الإعداد للزواج , يجب أن يعد نفسه نفسياً لما هو قادم , ويجب أن يصارح شريكة حياته أن المصارحة أهم شيء في حياتهم وفي كل صغيرة وكبيرة , وأن يكون الإتفاق أنهم يبتعدوا عن أي روتين وأي مؤثرات خارجية (الأفلام والمسلسلات والأصدقاء والصديقات ) تفسد عليهم فرحتهم وحياتهم وسعادتهم.

وأن تكون النظرة المستقبلية مشرقة , وأن يضعوا أهداف يجب أن يحققوها بعد الزواج ويتمسكوا بها , منها عدم تدخل الأهل في حياتهم , وعدم الإهتمام بأي شيء سوف يجلب لحياتهم الزوجية التعاسة , وأن يضغوا أهدافاً مادياً وإجتماعية مستقبلية سوف يحققوها بإذن الله , كل ذلك يُخزن في العقل الباطن ويحققه الله للعبد مادام صادقاً فيما يرجوه من الله , وكما قال الله عز وجل في الحديث القدسي “أنا عند ظن عبدي بي , فليظن بي ما شاء ” .

وبالنسبة للمتعة بينهم يجب أن يحرص كل طرف على سعادة الأخر , فالرجل يحرص على سعادة زوجته بكل الطرق والزوجة كذلك , فهكذا يجب أن تكون نظرة الرجل للزواج , نظرة واعية مبنية على علم حقيقي ورؤية واضحة مستبشرة بالله وبكل خير هو قادم من كل الجوانب , ومبنية على الثقة في الله , أن الله سوف يكرمني ويرزقني ويسعدني ويكفيني ويعافيني ويهديني وكل شيء سوف يكون خير وعلى خير , والرزق سوف يكون وفير والسعادة وفيرة , والمشاكل ستبتعد , هكذا تكون النظرة الثاقبة للزواج , ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة .

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق قراءة المزيد