من أنا ؟! هل استقبل كل الرسائل التي ترسل إليّ ؟!

الكاتب : Null
271 مشاهده

من أنا ؟ كيف أشاهد نفسي من داخل نفسي ؟! ، هل أنا سعيد بوجودي في هذه المرحلة التي أنا متوقف عندها؟! ، هل أنا إنسان طبيعي من وجهة نظر الناس؟! ، هل يهمني كلام الناس ؟! هل استقبل كل الرسائل التي ترسل إليً؟! سأعيش حتى أموت أعرف ذلك ولكن كيف سأموت وعلى أي حال؟! فقد مات فلان وتناساه الناس ، وقد مات النبي ولا ننساه أبداً .


من أنا ؟! أين موقعك الآن من الإعراب؟!


من أنا

أين أنا الآن ؟! وهل أنا على الطريق الصحيح أم لا؟

من أنا ؟! سؤال قد لا يسأله البعض لنفسه ، ولكن بعض الناس المتأملون يسئلون أنفسهم دائماً ، أنا فلان ابن فلان ، لا نريد أبيك في شيء ، نريدك أنت ، أنا؟! من أنا؟! ، أنا إنسان عادي ، لدي حرفة أو عمل ، أعيش وأتعايش ، وسوف أموت كباقي البشر .

هكذا الرد الطبيعي للإنسان العادي ، فلماذا تقبل أن تكون إنسان عادي ، لماذا لا تثبت لنفسك أنك أنت صانع بصمة ، صانع أمل ، صانع شيء في قلوب وعقول الناس ، يتذكرونك به ، وتبقى سيرتك عطرة بعد وفاتك ، وعلمك نافع ، وبصماتك مؤثرة دائماً .

أنه الصراع النفسي بينك وبين نفسك ، وبين تربيتك و بيئتك ، وبين الهدف الذي خلقت من أجله ، وهو عمارة الأرض ، وعمارة الأرض من عبادة الله أيضاً لمن لا يعي هذه النقطة ، فالصلاة والصيام والحج وكل الطاعات جزء من عمارة الأرض ، ولكنها لا تكفي ، لا بد أن تكون صانع شيء قيم ، فلماذا ترضى أن تكون مجرد مستهلك ؟! .


من أنا ؟! وكيف يراني الناس ؟! وهل يهمني كلام الناس؟!


من أنا

كيف يراني الناس بأعينهم

من أنا؟! فلان ، من فلان؟! ، فلان الذي يأكل ويشرب ، فلان الذي يتزوج وينجب ، فلان الذي يربي أبناءه ، فلان الذي سيموت ، فلان الذي مات ، فلان الذي تناساه الناس ، من فلان ؟! ، لقد عاش فلان في هذه الحياة ومات ، ولن يتذكره أحد ، إلا حينما يذكرون أسم أبنه أو إبنته ، ولكن أين البصمة التي تركتها؟!

الناس تراني !! إنسان ، وماذا بعد؟؟ ، أنا لا أعرف كيف يراني الناس !! ، لأنني ليس عالم للغيوب ، ولكن أظن أنهم يشاهدون حياتي ، يراقبون تصرفاتي ، وينتقدون ما أفعل؟! ، فماذا أفعل حتى يهمني كلامهم؟! ، هل أفعل شيء أخجل منه؟! ، هل أغضب الله في السر والعلن كي أخجل؟! ، إذا كنت لا أفعل ما يجعلني أشعر بالخجل والعار ، فأنا لا يهمني كلام الناس .

الناس لا يعجبهم شيء ، والناس عبارة عن أشخاص ، وكلنا تحت المجهر ، ومراقبون من الناس ، هكذا فرغت الناس لأنفسهم أوقات ، ليتأملوا حياة غيرهم ، فأين الوقت الذي ينفقونه من أجل أن يكونوا أصحاب بصمة؟! ، فهل تريد أن تكون مثل باقي الناس ؟! ثرثار ونمام ومنتقد ومستهلك؟!


من أنا ؟! و هل استقبل كل الرسائل التي تأتيني في حياتي؟!


أنا ؟! أين أنا الآن ؟! ، وهل أنا على الطريق الصحيح أم لا ؟! ، أنا من احدد ذلك ، لا أريد من أحد أن يحدد لي هويتي ، لا أريد من أحد أن يختار لي ! ، فأنا فقط من أحدد واختار ، أنا من اختار هل أنا طائع أم عاصي ، وأنا من اختار ، هل أنا ناجح أم فاشل؟! .

نعم ، يصلني رسائل كثيرة ، من الله عز وجل ، هي من توضح لي ، أين أنا الآن؟! ومن لا يعي تلك الرسائل فهو في غفلة شديدة ، نعم الله عز وجل يرسل لنا رسائل دائمة ، فهو سبحانه يريدنا في أفضل حال ، ويحبنا حباً شديد ، الله يحب عباده بلا شك ، ويريدنا في الجنة .

ولكن إستقبالنا للرسائل يختلف من شخص لأخر ، وهناك من يترجم الرسائل بشكل خاطئ ، فهناك رسائل وبراهين تقول أنت على الطريق الصحيح ، وهناك رسائل تنذرك بالخطر  وعدم الإستمرار ، والأفظع أن تتجاهل كل الرسائل ولا تقرأ شيء فتمضي وتُهلك نفسك في النهاية .


من أنا؟! فالنبي لا ينساه أحد  ابداً ، ومن الناس من يعيشون فينساهم الناس !!


 هل تريد أن تكون مثل النبي صلى الله عليه وسلم ، والصحابة ، والعباقرة والمخترعون والمكتشفون ، ولا أقول تقلدهم ، ولكنهم جميعاً كانوا أصحاب بصمات ، وأعظمهم على الاطلاق النبي صلى الله عليه وسلم ، فلماذا لا تكون أنت صاحب بصمة ما؟!

لن ينساك أحد ، حينما تكون ظالم ، فالناس سيذكرونك ليعتبروا وليس ليستفيدوا من بصماتك وعلمك ، ولكن لكي لا يقلدوك ، فهل تحب أن تكون ظالم ومجرم وفاحش ، وتكون آيه للناس للعظة ؟! ، أم تحب أن تكون مثل النبي والصحابة والصحالحين و العلماء والعباقرة؟! ، أنت من تختار

لا تجعل الناس أمامك ، بل أجعل الناس هدف لكي ينتفعون ببصماتك وعلمك ، وأجعل الله أمام عينيك ، وأجعل هدفك أمام عينيك ، فالله عند ظن العبد ، فظن فالله الخير دائماً يأتيك ، ولا تترك نفسك مجرد إنسان مستهلك ، مجرد إنسان سيعيش ويموت وينساه الناس ، أترك بصمتك


لا بد أن تجد نفسك ، فلا تترك نفسك مجرد إنسان يعيش ويأكل ويشرب ، ويستهلك وينتقد وينم ويغتاب ، ثم يموت ، فملايين الناس عاشوا هكذا ، فلا تكن منهم ، وكن من القلائل ، الذين تركوا بصمات ، وأعمال وصفات وأخلاق وإختراعات وعلم ينفع الناس .


Update : 2017-11-09 | By: iCoN

موضوعات اخري قد تهُمك

Leave a Comment

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك، ولكن يمكنك الاعتراض إذا رغبت. موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy