الإمارات العربية المتحدة : تأسيس الدولة، الموقع، الاقتصاد، والبنية التحتية

الكاتب : Null
571 مشاهده

الإمارات العربية المتحدة هي دولة اتحادية عربية ذات اغلبية مسلمة، تقع في الشرق الاوسط، وهي احد اقوى الدول الاقتصادية في المنطقة عموما، سنعرفكم في هذه التدوينة على تأسيس هذه الدولة، موقعها الجغرافي، الاقتصاد، والبنية التحتية.


تأسيس الامارات العربية المتحدة


الإمارات العربية المتحدة

استقلال الدولة

في سنة 1968، أعلنت بريطانيا عن رغبتها في الانسحاب من جميع محمياتها ومستعمراتها شرق المتوسط في نهاية سنة 1971. وهو ما كان يمكن أن يسبب خللا سياسيا واستراتيجيا في المنطقة لو لم يستعد أبناؤها لاستلام زمام الأمور وبالصورة الصحيحة، وبدأت تتبلور فكرة الاتحاد في اجتماع عقد بين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في قرية السميح الحدودية في 18 فبراير 1968 واتفقا على أن أفضل السبل أن يقوم اتحاد بينهما وأن يدعوا الإمارات الخليجية إلى هذا الاتحاد، وهو ما تم بالفعل، وقد وجهت الدعوة بالإضافة إلى الإمارات السبع إلى كل من إمارتي قطر والبحرين. وتمت الدعوة لاجتماع في دبي لبحث مسألة إنشاء اتحاد بينهم. وانعقد الاجتماع ووافق الجميع على أن تشكل لجنة لدراسة الدستور المقترح.

لكن ما لبثت أن فشلت هذه المحاولة، وأعلنت كل من قطر والبحرين عن استقلالهما معلنتين عن سيادة كل منهما على أراضيها. وبالفعل نالت كل دولة منهما الاعترافات العربية والدولية. لكن مشكلة الإمارات بقيت قائمة. وقد حاول قطبا الاتحاد، الشيخ زايد والشيخ راشد، مرة أخرى ضم الإمارات السبع إلى بعضها. غير أن تلك المحاولة كان مصيرها الفشل أيضا بسبب ظهور خلافات حول أمور كثيرة أبرزها موقع عاصمة الاتحاد وكيفية تمثيل الإمارات الأعضاء في مجلس الاتحاد. فحاولا من جديد، إذ اجتمع الشيخ زايد والشيخ راشد وقررا أن يشكلا اتحادا بينهما وكلفا عدي البيطار المستشار القانوني لحكومة دبي بكتابة الدستور. وعند إتمامه تتم دعوة حكام الإمارات الباقية للاجتماع، وفي هذا الاجتماع يقررون الانضمام إليه إذا شاؤوا. أما هما فكانا قد اتخذا قرارا بالاتحاد بين دبي وأبوظبي ولم يبق إلا التنفيذ.

قيام الاتحاد

أقر دستور الإمارات الاتحادي بشكل مبدئي مساء يوم 1 ديسمبر عام 1971م. وفي صباح اليوم التالي الخميس 15 شوال 1391 هـ/ 2 ديسمبر 1971 م اجتمع حكام سبع إمارات في قصر الضيافة في دبي. ووافق أربعة من حكام الإمارات مشاركة إمارتي أبوظبي ودبي في هذا الاتحاد في حين لم يوافق حاكم رأس الخيمة في حينها. ووقع حكام أبوظبي ودبي والشارقة والفجيرة وأم القيروين وعجمان على الدستور مانحين الشرعية لقيام الاتحاد بينهم والاستقلال عن بريطانيا.

خرج أحمد خليفة السويدي – مستشار الشيخ زايد، وقد عين وزيرا للخارجية في أول تشكيل وزاري للدولة – ليعلن أمام رجال الإعلام عن قيام الاتحاد. ورفع علم الدولة في قصر الضيافة بدبي الذي يعرف اليوم باسم “بيت الاتحاد”.وانتخب الشيخ زايد رئيساً للاتحاد، والشيخ راشد نائباً لرئيس الاتحاد.

وقد تعرضت دولة الإمارات الوليدة قبيل إعلان استقلالها إلى ضربة من جارتها إيران، حين أقدمت بحريتها في آخر نوفمبر 1971 على احتلال الجزر الثلاث: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى.


موقع الدولة الجغرافي


الإمارات العربية المتحدة

تقع في شرق شبه الجزيرة العربية في جنوب غرب قارة آسيا تطل على الشاطئ الجنوبي الخليج العربي لها حدود بحرية مشتركة من الشمال الغربي مع دولة قطر ومن الغرب حدود برية وبحرية مع المملكة العربية السعودية ومن الجنوب الشرقي مع سلطنة عُمان، وتعد الامارات احد المواقع الاستراتيجية في المنطقة، حيث انها تعد من اقرب الدول لقارة اسيا واوربا في ان واحد.


الاقتصاد

تعد الإمارات واحدة من اغنى الدول العربية ودخل الفرد فيها مرتفع، وهي إحدى الدول البترولية التي يعتمد اقتصادها بصفة أساسية على المواد البترولية وصناعاتها وقد قامت الإمارات بتحديثات هامة لاقتصادها بهدف تقليل اعتمادها على البترول وتعتبر مدينة دبي المركز المالى الأول للإمارات ومنطقة الخليج العربي ككل وتعتبر من أهم مراكز الاقتصاد العالمي وأغلب القوى العاملة في الدولة من العمالة الآسيوية خاصة هنود وباكستانيون وإيرانيون وبنغاليون وفلبينيون وصينيون ومن العرب غير الإماراتيين الذين استقروا بالإمارات من مصر وسوريا ولبنان وفلسطين وغيرها كما توجد عمالة قليلة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ومن المتوقع وصول العمالة الأجنبية إلى 3 مليون خلال عام 2012 فقط، ويوجد في الإمارات أعلى نسبة للأثرياء في العالم حيث زاد عددهم عن 55 الف مليونير معظمهم من الإمارتيين.

مميزات الاقتصاد الاماراتي

ويتميز اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة بأنه اقتصاد مفتوح ونشط يعتمد على تنويع موارده وتوافر مجتمع آمن وهو مؤسس على عدة دعائم جعلته يرتقي بدولة الإمارات لتحتل مراتب متقدمة بين دول العالم وخاصة من الناحية الاقتصادية، فهو اقتصاد قائم على بنية تحتية متطورة ومعرفة مستدامة مع تطوير للموارد والمحافظة على العلاقات المتميزة مع بقية دول العالم على مختلف الأصعدة إضافة إلى تفعيل دور القطاع الخاص وتقديم خدمات تعليمية وصحية عالية الجودة وغير ذلك الكثير الأمر الذي جعل من دولة الإمارات العربية المتحدة وجهة عالمية للشركات والباحثين عن العمل إضافة إلى كونها بيئة ملائمة للاستثمار من كافة الوجهات العالمية. ويعتبر معدل دخل الفرد فيه من أعلى المعدلات في العالم وكذلك الأمر بالنسبة للفائض التجاري السنوي. وقد بلغ الناتج المحلي الإجمالي في عام 2009 بالاعتماد على القوة الشرائية كمعيار 400.4 مليار دولار.

عوامل ازدهار الاقتصاد

ومما لا شك فيه أن توافر الموارد المالية لم يكن السبب الوحيد وراء التنمية الاقتصادية في دولة الإمارات العربية المتحدة، بل أيضا تصميم وحسن إدارة الموارد في إطار تحقيق أهداف واضحة، فقد تمكن اقتصاد دولة الإمارات خلال فترة قياسية من تحقيق معدلات نمو إيجابية بفضل ما يتمتع به من بنية تحتية ضاهت مثيلاتها في كبريات دول العالم وتشريعات اقتصادية مرنة وبيئة ملائمة للاستثمار، كما تمكن الاقتصاد الوطني من الانتقال التدرجي من الاقتصاد القائم على النفط إلى اقتصاد متنوع تساهم فيه قطاعات الإنتاج والخدمات غير النفطية بأكثر من ثلثي الناتج المحلي، كل ذلك انعكس على مستويات المعيشة ورفاهية الأفراد حيث صنفت الإمارات من أوائل الدول في مستوى الرفاهية.


البنية التحتية 


تنفق دولة الإمارات العربية المتحدة سنويا مليارات الدراهم على البنى التحتية التي تعتبر أكبر مشاريع المنطقة حيث تستحوذ على 37% من القيمة الكلية للمشاريع بما تضمه من قطاعات الإنشاءات، النفط والغاز، الصناعات الكيماوية، الطاقة والمياه والنفايات. وقد تم ضخ استثمارات ضخمة في السياحة، الرفاهية والقطاع العقاري الأمر الذي يمكن مشاهدته جليا في الإمارات الكبرى مثل أبوظبي ودبي حيث تحتويان على مشاريع عمرانية وصروح جعلتنا وجهة السياح من جميع أنحاء العالم كمدينة مصدر وجزيرة السعديات في أبوظبي وكذلك برج خليفة في إمارة دبي والذي يعتبر أطول برج في العالم بتكلفة 3.67 مليار درهم إماراتي، إضافة إلى دبي ورلد سنترال الذي يمتد على 140 كيلو متر مربع وهو لا يزال قيد الإنشائ بالقرب من جبل علي ومن المفروض أن يوجد 900,000 وظيفة وسيضم مطار آل مكتوم الدولي الذي سيكون أكبر مطار في العالم بحلول عام 2020.

هذا وتقوم الإمارات الشمالية بتقديم كثير من التسهيلات والحوافز لمطوري الوحدات التجارية والسكنية، وقد خصص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة حوالي 16 مليار درهم لمشاريع البنى التحتية في الإمارات الشمالية حيث سيتم استخدامها لتطوير شبكات الطرق، بناء وحدات سكنية جديدة، شبكات التصريف وغيرها العديد من المشاريع.

موضوعات اخري قد تهُمك

Leave a Comment

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك، ولكن يمكنك الاعتراض إذا رغبت. موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy