في سنة 2012، تفوقت سامسونج رسميا على نوكيا في المبيعات العالمية، محطمة بذلك الرقم القياسي الذي حققته نوكيا في 14 سنة كالشركة المسيطرة على سوق الهواتف في العالم ولهذا قد يتساءل العديد منكم : من قتل نوكيا ؟
لعل هناك العديد من الاسباب التي قد تكون اجابة عن هذا السؤال، لكن ما هي؟ وكيف قادت الشركة الفنلندية الى الافلاس وبيعها من طرف مايكروسوفت ؟
التحرك البطيئ :
نوكيا كانت رائدة في سوق الهواتف الذكية، ففي الحقيقة هي من قدمت المستخدم للهاتف الذكي لاول مرة مع سلسة هواتفها العاملة بنظام سمبيان Series 60 في 2002 وفي السنوات الخمس اللاحقة، عانت هذه الهواتف من عدة مشاكل مما جعلتها غير ثابتة على عرش سوق الهواتف.
من قتل نوكيا
لكن في 2007، اعلنت ابل عن الايفون، والذي اتى بشاشة لمس كاملة، ونظام مبني بالكامل على التطبيقات وقد غير الايفون مفهوم الهواتف الذكية بشكل كامل في ذلك الوقت لكن نوكيا فشلت في الرد عليه، وفشلت في اقناع المستهلكين الذين تحولوا اليه ومع مرور السنوات، كبر نظام سمبيان، واظهر عمره خصوصا عند المقارنة مع iOS والاندرويد لاحقا وفي نفس الوقت ايضا، انفجر سوق الهواتف الذكية، حيث اصبح المستهلكون يتجهون الى النظامين الاخيرين اكثر واكثر، بدلا من هواتف سمبيان.
سامسونج من جهة اخرى انتقلت بسرعة لقطاع الهواتف الذكية، كما انها بدأت من الصفر في هذا المجال، لكن في نفس الوقت نوكيا حاولت فقط استغلال شهرتها في الهواتف العادية ولم ترد الاستسلام (كما بلاكبيري).
نجاح الاندرويد وفشل الويندوز فون :
من قتل نوكيا
ليس سرعة سامسونج فقط، لكن حتى انظمة التشغيل كان لها دور في نجاح الشركة الكورية، بما فيها الاندرويد والويندوز فون وكذلك الانظمة الخاصة بسامسونج ك homegrown OS و Bada اللذين فشلا ايضا. لكن في النهاية الاندرويد كانت له ثمار كبيرة.
اما نوكيا، فقد امضت معظم وقتها في التركيز على Symbian الى ان وقعت عقد شراكة مع مايكروسوفت منذ 4 سنوات ورغم ذلك فسلسلة هواتف Lumia العاملة بنظام الويندوز فون لم تحقق الاهداف المرجوة لنوكيا.
الفشل من جميع النواحي:
نوكيا لم تكن فقط بطيئة في التحرك الى الهواتف الذكية، لكنها فشلت حتى في المنافسة مع الشركات الاخرى من ناحية الهواتف العليا، والتي سيطرت عليها سامسونج وابل، ولا حتى من ناحية الهواتف الرخيصة، والتي دخلت لها شركات عدة بقوة ك هواوي و HTC و OnePlus، و التي استطاعت السيطرة على اسواق كبرى كالسوق الصيني والاسيوي عامة.
غياب كيان العلامة:
عند ذكر هواتف نوكيا القديمة، ولعبة الثعبان الشهير بها، نستعيد العديد من الذكريات مع هذه الهواتف، لكن في الحقيقة هذا مشكل بحد ذاته المستهلكون، وخاصة في الاسواق النامية، دائما ما يربطون اسم نوكيا مع عهد مختلف في التكنولوجيا وفي عالمنا اليوم، الحصول على احدث واجدد جهاز هو المهم.
نوكيا لم تثبت نفسها للعالم كمخترعة، و هي لم تقم بذلك طوال سنين سيطرتها على السوق، وهذا قد يكون انتهى – على الاقل- عند عقد الشراكة مع مايكروسوفت.
التنفيذ هو المفتاح:
الامر الذي تتميز فيه سامسونج اكثر بكثير من نوكيا والشركات الاخرى، هو التنفيذ الشركة الكورية بدأت هي كذلك بصناعة هواتف ذكية عالية الجودة والتي تتجلى في مجموعة هواتف Galaxy S و Note وحتى ان سامسونج والعديد من الشركات الاخرى تقدم هواتف بنفس جودة الايفون ولكن بأثمان اقل، وهذا هو مايحبه المستهلكون كما ان بعض الشركات تتميز بكونها تتوفر على مصانعها الخاصة لصناعة الهواتف.
لكن في نفس الوقت، نوكيا اصبحت تعاني في الشأنين التنظيمي والتنفيذي عندها، ورغم انه كان لها العديد من المحاولات لارضاء الناس، لكن كلها باءت بالفشل وتجلى ذلك في هواتف Lumia الرخيصة، وحتى المرتفعة الثمن التي لم تأتي باي جديد يذكر.