ستيفن هوكينغ عالم الكونيات متحدي الإعاقة

الكاتب : Null
379 مشاهده

ستيفن هوكينغ يتحرك على كرسي ذي عجلات، ويستخدم الحاسوب في الكتابة والمحادثة مع الآخرين، حيث تم تطوير نظام حاسوب خصيصا له يحوّل ما يطبعه إلى كلمات ينطق بها جهاز محوسب، وقد قام بإلقاء محاضرات عامة باستخدام الجهاز.


ستيفن هوكينغ:


 يعد ستيفن هوكينغ أحد ألمع فيزيائيي القرن العشرين ومن أبرز علماء الكونيات، الذين تصدوا لأصعب الأسئلة على مر التاريخ: “خلق الكون ومصيره”، حتى لقب بـ “العقلية الفيزيائية الثانية بعد نيوتن”، وقد اعتبرت نظريته عن أصل الكون ونهايته تحولاً في هذا الاتجاه، خاصة وأنه ركز جهوده طوال العقود الماضية على التوحيد بين “فيزياء الكم” و”نسبية إينشتاين“، وكانت له أبحاث في العلاقة بين الثقوب السوداء والديناميكا الحرارية، ودراسات في التسلسل الزمني.


نشأت ستيفن هوكينغ:


ستيفن هوكينغ

ولد ستيفن هوكينغ سنة 1942م أثناء الحرب العالمية الثانية في أكسفورد -إنجلترا، وكان والده باحثًا في طب الأمراض الاستوائية، ومنه أخذ اهتمامه فيما بعدُ بالبحث العلمي، لكنه وجد الطب والبيولوجيا علمين وصفيين وغير دقيقين، وكان هو يبحث عن شيء أكثر جوهرية، فوجد ذلك فيما بعد في الفيزياء. كما درست والدته أيضًا في أكسفورد في ذات الجامعة التي درس فيها والده، والتي سيدرس هو أيضًا فيها فيما بعد.


تعليم ستيفن هوكينغ:


لم يكن ستيفن هوكينغ في المدرسة أفضل من المتوسط أبدًا، وعِلمه لم يكن مرتبًا، وكان خط يده مثار يأس أساتذته، وهو الذي كان يقول عن نفسه: “كنتُ أكثرَ مهارة في أداء الامتحانات والاختبارات من الأداء أثناء الدرس”، ورغم ذلك فإن زملاءه أطلقوا عليه اسم “أينشتاين” لذكائه وتميزه في حل المعادلات وموهبته الاستثنائية في الفيزياء والرياضيات، والتي ظهرت في سن مبكر، حتى كان قادرًا على حل مسائل رياضية في بضع ساعات لم يكن زملاؤه الطلاب قادرين على حلها في أسابيع !!

وفي سنة 1962م حصل ستيفن هوكينغ على درجة البكالوريوس في الفيزياء من جامعة أكسفورد، وفي سنة 1966م حصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من قسم الرياضيات التطبيقية والفيزياء النظرية في جامعة كمبريدج، وفي سنة 1974م أصبح عضوًا في الجمعية الملكية، والتي هي إحدى أقدم المنظمات العلمية على وجه البسيطة، ثم تسلم في العام 1979م كرسيَّ الرياضيات اللوكاسي في جامعة كمبردج، وهو منصب كان يحتله العالم العظيم إسحاق نيوتن، وشغله أيضًا العالم بول ديراك، وهما من أكابر العلماء الذين اهتموا باللامتناهي في الكبر واللامتناهي في الصغر، وقد كان ستيفن هوكينغ – كما يقول كارل سيغان -: “خليفتهما بكل جدارة”.


جوائز حصل عليها ستيفن هوكينغ:


ستيفن هوكينغ

  1. 1976 وسام هيوز للجمعية الملكية.
  2. 1979 قلادة ألبرت أينشتاين.
  3. 1982 وسام الإمبراطورية البريطانية (القائد).
  4. 1985 الميدالية الذهبية للجمعية الفلكية الملكية.
  5. 1986 عضو في الأكاديمية البابوية للعلوم.
  6. 1988 جائزة وولف في الفيزياء.
  7. 1989 جائزة أمير أستورياس في كونكورد.

كتب ومؤلفات ستيفن هوكينغ:


  1. تاريخ موجز للزمن 1988.
  2. الثقوب السوداء والأكوان الناشئة 1993.
  3. الكون في قشرة جوز 2001.
  4. الوقوف على أكتاف العمالقة 2002.
  5. تاريخ أوجز للزمن 2005.
  6. الله خلق الأرقام 2005.
  7. التصميم العظيم 2010.
  8. تاريخي الموجز 2013.

إنجازات ستيفن هوكينغ:


في سنة 1960م نشر هوكينغ نظريته الكبرى الموحدة عن أصل الكون، وفي سنة 1971م وبالتزامن مع عالم الرياضيات روجر بنروز، أصدر نظريته التي تثبت رياضيًّا، وعبر نظرية النسبية العامة لاينشتاين، أن الثقوب السوداء، أو النجوم الـمنهارة بالجاذبية، هي حالة فردية في الكون “أي أنها حدث له نقطة بداية في الزمن”.

وفي سنة 1974م أثبت نظريا أن الثقوب السوداء تصدر إشعاعًا على عكس كل النظريات المطروحة آنذاك، وسمي هذا الإشعاع باسمه “إشعاع هوكينج”، واستعان بنظريات ميكانيكا الكم وقوانين الديناميكا الحرارية.

ومع معاونه جيم هارتل من جامعة كاليفورنيا، طور هوكينج نظرية اللاحدود للكون التي غيرت من التصور القديم للحظة الانفجار الكبير عن نشأة الكون، إضافة إلى عدم تعارضها مع أن الكون نظام منتظم ومغلق.

وعمل ستيفن هوكينغ على القوانين الأساسية التي تحكم الكون، ومن الـمنشورات التي صدرت له هناك: “النسبية العامة”، و”300 عام من الجاذبية”.


مرض ستيفن هوكينغ:


ستيفن هوكينغ

أصيب هوكينغ بمرض عصبي وهو في الحادية والعشرين من عمره، وهو مرض التصلب الجانبي ALS، وهو مرض مميت لا علاج له، وقد أعلن الأطباء أنه لن يعيش أكثر من سنتين، ومع ذلك جاهد المرض حتى تجاوز عمره ال 73 عاماً، وهو أمد أطول مما توقعه الأطباء.

 وقد أتاح له ذلك فرصة العطاء في مجال العلوم وبالتحديد علوم الفيزياء النظرية،إلا أن هذا المرض جعله مقعداً تماماً وغير قادر على الحركة، ولكنه مع ذلك استطاع أن يجاري بل وأن يتفوق على أقرانه من علماء الفيزياء، رغم أن أجسادهم كانت سليمة ويستطيعون أن يكتبوا المعادلات المعقدة ويجروا حساباتهم الطويلة على الورق، بينما كان هوكينغ وبطريقة لا تصدق يجري كافة هذه الحسابات في ذهنه، ويفخر بأنه حظي بذات اللقب وكرسي الأستاذية الذي حظي به من قبل السير إسحاق نيوتن، وبذلك فهو يُعتبر رمزاً يُحتذى به في الإرادة وتحدي الإعاقة.

مع تطور مرضه، وبسبب إجرائه عملية للقصبة الهوائية بسبب التهاب القصبة، أصبح هوكنج غير قادر على النطق أو تحريك ذراعه أو قدمه، أي أصبح غير قادر على الحركة تماماً، فقامت شركة إنتل للمعالجات والنظم الرقمية بتطوير نظام حاسوب خاص متصل بكرسيه يستطيع هوكينغ من خلاله التحكم بحركة كرسيه والتخاطب باستخدام صوت مولد إلكتروني وإصدار الأوامر عن طريق حركة عينيه ورأسه، حيث يقوم بإخراج بيانات مخزنة مسبقاً في الجهاز تمثل كلمات وأوامر.

 في 20 أبريل 2009، صرحت جامعة كامبردج بأن ستيفن هوكينغ مريض جداً وقد أودع مستشفى إدينبروك.

يعتبر هوكنج مثالاً لتحدي الإعاقة وللصبر في صراعه مع المرض الذي دام 47 سنة.


يقول هوكينغ: ” بالتأكيد أنا أسعد الآن؛ فقد كنت قبل إصابتي بمرض العصب الحركي ضجرًا من الحياة، لكن فكرة الموت المبكر جعلتني أعي أن الحياة تستحق أن تعاش فعلاً، فثمة الكثير مما يمكن للمرء أن يفعله فيها. إن لدي شعورًا بأنني أنجزتُ شيئًا متواضعًا، لكنَّه إسهام ذو مغزى في المعرفة الإنسانية، أنا محظوظ جدًّا، لكن كل شخص يستطيع تحقيق شيء إذا حاول ذلك بجدية كافية”

موضوعات اخري قد تهُمك

Leave a Comment

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك، ولكن يمكنك الاعتراض إذا رغبت. موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy