هنري فورد » مؤسس شركة فورد لصناعة السيارات

الكاتب : Null
548 مشاهده

“أي مشتري بإمكانه اقتناء السيارة باللون الذي يريده، طالما كان اللون أسود”

إنها المقولة الشهيرة لـ هنري فورد مؤسس شركة فورد لصناعة السيارات, هو مثال حي على إنسان آمن بفكرة ومبدأ وعمل لها بكل جهد وعزيمة حتى عندما كانت المصادر معدومة.


نشأة هنري فورد :


ولد هنري فورد في 1863/7/30 خلال الحرب الأهلية التي نشبت بين الولايات المتحدة الجنوبية والولايات الشمالية, وكان هنري الابن الأكبر في عائلة مكونة من أربعة أولاد وبنتين هاجر أهله إلى الولايات المتحدة من أيرلندا العام 1843.


العمل في الهندسة :


دفعه كرهه منذ البداية لحياة المزرعة والمدرسة إلى أن يسافر وهو بعمر 16 عاما إلى مدينة ديترويت القريبة ليعمل ولمدة ثلاث سنوات كمتدرب ميكانيكي.

هنري فورد

وبعد أن حصل الخبرة اللازمة في هذا المجال عاد هنري فورد إلى مدينته ديربورن ليعمل بدوام غير كامل في شركة “ويستينغهاوس إينجينز” الهندسية وليقضي أوقات فراغه في العمل بمحل صغير لبيع المكن أقامه على أرض في مزرعة العائلة.

في واحدة من المرات التي تمت فيها دعوته إلى العمل بدأ فورد بتجربة على مكائن الاحتراق الداخلي أفضت إلى قيام ما يعرف بـ “الدورة الرباعية” التي مثلت أول عربة تسير بدون أن يتم جرها من قبل الخيول وتعمل على البنزين وترتفع على أربعة عجلات لدراجة هوائية. هذا الاختراع قاد فيما بعد إلى تأسيس شركة فورد موتور.


العمل في شركة أيدسون للكهرباء :


وفي عام 1891 التحق هنري فورد للعمل كمهندس في شركة أيدسون للكهرباء في ديترويت ، وكان فجر الكهرباء قد ابتدأ بالبزوغ وفي خلال أربع سنوات أصبح رئيساً لمحطة كهرباء .

شغفه هنري فورد بالمحركات وعملها كان طاغياً في حياته وتعلم هنري فورد كيفية صنع المحركات ببطء شديد وجهد كبير ، ولم يكن ذلك سهلاً لأنه بدأ من الصفر تقريباً وتعاون هنري مع ميكانيكي آخر اسمه جيم بيشوب ، ونجح الاثنان في تصنيع سيارة تسير على الطريق بعد سنتين من الأبحاث .كانت السيارة عبارة عن دراجة هوائية وضعا لها محركاً مربوطاً بحزام مطاطي بالعجلات الخلفية ، وأسمياها الدراجة ذات العجلات الأربع . وكانت التجربة الأولى في شهر يونيو 1896 ،  ولأنه يحب التطوير الدائم باع السيارة بـ 200 دولار ليصنع سيارة أفضل .

واجه هنري فورد موقفاً يتطلب منه قراراً صعباً وبعد إن علمت شركة أيدسون للكهرباء أنه باع أول سيارة وتاجر بها, حاولت ترقيته إلى وظيفة مدير عام للمحطة بشرط أن يترك العمل في أي  مجال آخر ويتفرغ للعمل في ايدسون فقط .

كانت الترقية بالنسبة إلى هنري زيادة كبيرة في الراتب ، وذلك يعني أنه يستطيع أن يشتري المعدات اللازمة ، ويستأجر مكاناً كبيراً لتصميم السيارة الجديدة ، لكن حسب الشرط كان صنع السيارة الجديدة هو الشيء الوحيد الذي لا يستطيع أن يفعله ، وإذا أراد أن يصنع سيارة عليه تأمين أموال وشركاء  فيما يحتاج هو إلى راتب مضمون يعيل به عائلته .

وبعد صبر وعناء من التفكير وجد ضالته عندما عثر على من يدعمه وهو ويليام مورفي الذي كان تاجراً للخشب ، مع بعض التجار وتم تأسيس شركة ديترويت للسيارات،عندها استقال هنري فورد البالغ من العمر 36 عاماً ، من شركة أديسون وأصبح كبير المهندسين في الشركة الجديدة ، وكان الثمن أنه قبل العمل الجديد براتب أقل.


شخصية هنري فورد المعقدة :


اتسم فورد بشخصية معقدة ومتناقضة فالغالبية من المشاكل التي واجهت الشركة ارتبطت حسب العديد من المؤرخين بأسلوب فورد المتصلب والعنيد في الإدارة إذ رفض تشكيل نقابات للعمال في قطاع صناعة السيارات ومن أجل منع موظفيه من ذلك قام بتشغيل جواسيس وشرطة خاصة بالمصنع من أجل إن يعرف ما يدور في صفوف العمال ولكن عندما أصبح العمل في خط الإنتاج رتيبا وشاعت ظاهرة تخلي العمال عن وظائفهم أقدم فورد على مضاعفة أجر العامل إلى 5 دولارات مما مكنه من شراء ولائهم وزيادة إنتاجيتهم.


خطوط التجميع والإنتاج :


كان فورد مسئولا عن خفض يوم المعمل من تسع ساعات إلى ثمان ساعات ليس نزولا عند مطالب العمال ولكن لكي يتمكن المصنع من التحول إلى ثلاث ورديات في اليوم حتى يستمر تشغيله على مدار 24 ساعة كما استمر فورد في اختراعاته الهندسية التي تمثلت واحدة منها في آلية الانتقال والتي حصل على براءة اختراعها في عام 1911 وتمثل اختراعه الآخر في السيارة ذات الهيكل البلاستيكي. كما اخترع فورد أول مولد للسيارة يتألف من قطعة واحدة أسماه “في 8”. ودخل فورد في نزاع قضائي انتهى بفوزه مع جورج بي سيلدين الذي كان يتلقى رسوما من قبل جميع مصنعي السيارات الأمريكيين على اختراعه المتمثل في “مولد الطريق”.

في عشرينيات القرن الماضي بدأت شركات مثل “جنرال موتورز” وغيرها بطرح سيارات بأنواع مختلفة من الألوان وبمواصفات إضافية جذابة إلى جانب إقدامها على منح القروض حتى يتمكن المستهلكون من شراء سياراتها. غير أن هنري فورد ألح على الحفاظ على التكاليف عند أدنى مستويات لها مما جعله يكتفي بتقديم مواصفات محدودة ولون واحد هو الأسود.

وبعد أن خسرت حصة كبيرة لها من السوق لصالح شركة “جنرال موتورز”، أقدمت شركة فورد على غلق مصانعها لعدة أشهر بغية الانتقال إلى سيارة “موديل أي” الذي جرى تصميمه بطريقة حديثة. بعد ذلك طرحت الشركة سيارة “في 8” التي كانت ناجحة لكن نجاح هذا الطراز لم يساعد الشركة على استعادة مركزها بل بقيت تحتل مرتبة متأخرة عن مرتبة “جنرال موتورز”.


وفاة هنري فورد :


توفي هنري فورد في إبريل 1947 وآلت رئاسته للشركة إلى حفيده هنرى فورد الثاني. وقد أصبحت شركة “فورد” اليوم واحدة من أكبر الشركات المصنعة للسيارات في العالم حيث تقوم بإنتاج سلسلة واسعة من الموديلات الشهيرة التي تتضمن “فورد” و “لينكولن” و “ميركوري” و “مازدا” و “جاغوار” و “لاند روفر” و “أوستين مارتين” و “فولفو”.

 ويعد متحف هنري فورد الواقع في مدينة جرينفيلد فيليج وهو مدينة ريفية رعى فورد إحياءها واحدا من أهم المقاصد التاريخية في الولايات المتحدة.


من أشهر أقوال هنري فودر :


  • سر النجاح يكمن في أن تفهم الرأي الآخر.
  • سياراتنا متوفرة بجميع الألوان بشرط أن تكون سوداء.
  • العمل الذي لا يحقق غير أرباح مادية هو عمل ضعيف.
  • العقبات هي تلك الأشياء المخيفة التي تراها عندما ترفع نظرك عن هدفك.
  • الفشل ليس سوى فرصة لتجربة طريق آخر.
  • لا يوجد شيء صعب عملياً إذا قمت بتقسيمه إلى أعمال صغيرة.
  • الفشل هو الفرصة التي تتيح لك البدء من جديد بذكاء أكبر.
  • أي شخص يتوقف عن التعلم هو عجوز سواء كان في العشرين أو الثمانين.

يثبت لنا فورد أن الفشل في البداية لا يعني اليأس ، وهو مثال حي على إنسان آمن بفكرة ومبدأ وعمل لها بكل جهد وعزيمة حتى عندما كانت المصادر معدومة.

موضوعات اخري قد تهُمك

Leave a Comment

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك، ولكن يمكنك الاعتراض إذا رغبت. موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy