الذكاء الاصطناعي من اهم الاشياء التي ستحدد مستقبلنا كبشر في الاعوام والعقود المقبلة، وربما قد تكون مستقبل التكنولوجيا، هذا لان العديد من الشركات اصبحت تصب جهودها من اجل تطوير هذه التقنية وتوسيع قدراتها، ولعل جوجل من احدها، حيث افادت تقارير ان جوجل تمول روبوتات قادرة على استبدال الانسان في مهنة الاعلام والصحافة.
قصة هذا التمويل
الروبوتات هي من صنع الشركة الناشئة RADAR، والتي هي نتاج عمل مشترك بين مؤسسة الصحافة الخاصة بالمملكة المتحدة وايرلندا، و شركة Urbs Media، والتي هي شركة ناشئة ايضا تقوم بانشاء اخبار محلية باستعمال الذكاء الاصطناعي.
حيث قامت مبادرة الاخبار الرقمية (DNI) الخاصة بجوجل، والتي هي منحة لتشجيع الاختراعات في مجال الاخبار الرقمية في اوربا، بمنح جائزة قدرها 706,000 يورو لمؤسسة RADAR ( والتي هي اختصار ل Reporters And Data And Robots، ترجمتها الحرفية : المراسلون والبيانات والروبوتات ). حيث ستستعمل هذه الجائزة لانشاء خدمة ستطور من المجال كثيرا، عبر دعم توليد اللغة الطبيعي ( NLG ).
حيث ستقوم برامج الذكاء الاصطناعي بالتمكن من انشاء اكثر من 30 ألف خبر في الشهر عبر شبكات نشر الاخبار بداية من السنة القادمة. حيث ان كل المكونات للاخبار من هذه الروبوتات ستكون اوتوماتيكية، من الكلمات الى الشاشة الى الرسومات والصور التي تأتي معها، و جوجل تمول روبوتات لهذا السبب غالبا.
في البداية، سيتم أمر هذه الروبوتات بالبدأ بالاخبار ذات المستوى المنخفض، بالاستعانة ببعض قوالب الكتابة التي تم انشاؤها من طرف كتاب بشر، حيث ستكون غالبا هذه الاخبار اما مراجعة للمباريات الرياضية او تقارير ربحية. هذه الاخبار تعد مهمة، لانها لا تتطلب طاقة كبيرة في الغالب، فأغلب الكتاب الاجانب يقومون بصناعة قوالب الكتابة هذه بانفسهم ويقومون بملأ الفراغات بدون جهد كبير، وهنا سيتم استخدام الذكاء الاصطناعي تحديدا، على الاقل في البداية فقط.
هل تستطيع هذه الروبوتات استبدال الانسان
لكن لا تعتقدوا ان هذه الروبوتات ستقوم باستبدال الانسان بسهولة، فطبقا للتقارير، فان هذه البرامج ستخضع للتدريب المكثف من طرف الكتاب البشر لمدة ليست بالقصيرة، حيث سيتم تعليمهم وتلقينهم العديد من المهارات، وهذه كما قلنا هي البداية فحسب، لكن من المتوقع ان تحقق تقدما كبيرا في المستقبل القريب.