من أنا ؟! هل استقبل كل الرسائل التي ترسل إليّ ؟!

الكاتب : Null
263 مشاهده

من أنا ؟ كيف أشاهد نفسي من داخل نفسي ؟! ، هل أنا سعيد بوجودي في هذه المرحلة التي أنا متوقف عندها؟! ، هل أنا إنسان طبيعي من وجهة نظر الناس؟! ، هل يهمني كلام الناس ؟! هل استقبل كل الرسائل التي ترسل إليً؟! سأعيش حتى أموت أعرف ذلك ولكن كيف سأموت وعلى أي حال؟! فقد مات فلان وتناساه الناس ، وقد مات النبي ولا ننساه أبداً .


من أنا ؟! أين موقعك الآن من الإعراب؟!


من أنا

أين أنا الآن ؟! وهل أنا على الطريق الصحيح أم لا؟

من أنا ؟! سؤال قد لا يسأله البعض لنفسه ، ولكن بعض الناس المتأملون يسئلون أنفسهم دائماً ، أنا فلان ابن فلان ، لا نريد أبيك في شيء ، نريدك أنت ، أنا؟! من أنا؟! ، أنا إنسان عادي ، لدي حرفة أو عمل ، أعيش وأتعايش ، وسوف أموت كباقي البشر .

هكذا الرد الطبيعي للإنسان العادي ، فلماذا تقبل أن تكون إنسان عادي ، لماذا لا تثبت لنفسك أنك أنت صانع بصمة ، صانع أمل ، صانع شيء في قلوب وعقول الناس ، يتذكرونك به ، وتبقى سيرتك عطرة بعد وفاتك ، وعلمك نافع ، وبصماتك مؤثرة دائماً .

أنه الصراع النفسي بينك وبين نفسك ، وبين تربيتك و بيئتك ، وبين الهدف الذي خلقت من أجله ، وهو عمارة الأرض ، وعمارة الأرض من عبادة الله أيضاً لمن لا يعي هذه النقطة ، فالصلاة والصيام والحج وكل الطاعات جزء من عمارة الأرض ، ولكنها لا تكفي ، لا بد أن تكون صانع شيء قيم ، فلماذا ترضى أن تكون مجرد مستهلك ؟! .


من أنا ؟! وكيف يراني الناس ؟! وهل يهمني كلام الناس؟!


من أنا

كيف يراني الناس بأعينهم

من أنا؟! فلان ، من فلان؟! ، فلان الذي يأكل ويشرب ، فلان الذي يتزوج وينجب ، فلان الذي يربي أبناءه ، فلان الذي سيموت ، فلان الذي مات ، فلان الذي تناساه الناس ، من فلان ؟! ، لقد عاش فلان في هذه الحياة ومات ، ولن يتذكره أحد ، إلا حينما يذكرون أسم أبنه أو إبنته ، ولكن أين البصمة التي تركتها؟!

الناس تراني !! إنسان ، وماذا بعد؟؟ ، أنا لا أعرف كيف يراني الناس !! ، لأنني ليس عالم للغيوب ، ولكن أظن أنهم يشاهدون حياتي ، يراقبون تصرفاتي ، وينتقدون ما أفعل؟! ، فماذا أفعل حتى يهمني كلامهم؟! ، هل أفعل شيء أخجل منه؟! ، هل أغضب الله في السر والعلن كي أخجل؟! ، إذا كنت لا أفعل ما يجعلني أشعر بالخجل والعار ، فأنا لا يهمني كلام الناس .

الناس لا يعجبهم شيء ، والناس عبارة عن أشخاص ، وكلنا تحت المجهر ، ومراقبون من الناس ، هكذا فرغت الناس لأنفسهم أوقات ، ليتأملوا حياة غيرهم ، فأين الوقت الذي ينفقونه من أجل أن يكونوا أصحاب بصمة؟! ، فهل تريد أن تكون مثل باقي الناس ؟! ثرثار ونمام ومنتقد ومستهلك؟!


من أنا ؟! و هل استقبل كل الرسائل التي تأتيني في حياتي؟!


أنا ؟! أين أنا الآن ؟! ، وهل أنا على الطريق الصحيح أم لا ؟! ، أنا من احدد ذلك ، لا أريد من أحد أن يحدد لي هويتي ، لا أريد من أحد أن يختار لي ! ، فأنا فقط من أحدد واختار ، أنا من اختار هل أنا طائع أم عاصي ، وأنا من اختار ، هل أنا ناجح أم فاشل؟! .

نعم ، يصلني رسائل كثيرة ، من الله عز وجل ، هي من توضح لي ، أين أنا الآن؟! ومن لا يعي تلك الرسائل فهو في غفلة شديدة ، نعم الله عز وجل يرسل لنا رسائل دائمة ، فهو سبحانه يريدنا في أفضل حال ، ويحبنا حباً شديد ، الله يحب عباده بلا شك ، ويريدنا في الجنة .

ولكن إستقبالنا للرسائل يختلف من شخص لأخر ، وهناك من يترجم الرسائل بشكل خاطئ ، فهناك رسائل وبراهين تقول أنت على الطريق الصحيح ، وهناك رسائل تنذرك بالخطر  وعدم الإستمرار ، والأفظع أن تتجاهل كل الرسائل ولا تقرأ شيء فتمضي وتُهلك نفسك في النهاية .


من أنا؟! فالنبي لا ينساه أحد  ابداً ، ومن الناس من يعيشون فينساهم الناس !!


 هل تريد أن تكون مثل النبي صلى الله عليه وسلم ، والصحابة ، والعباقرة والمخترعون والمكتشفون ، ولا أقول تقلدهم ، ولكنهم جميعاً كانوا أصحاب بصمات ، وأعظمهم على الاطلاق النبي صلى الله عليه وسلم ، فلماذا لا تكون أنت صاحب بصمة ما؟!

لن ينساك أحد ، حينما تكون ظالم ، فالناس سيذكرونك ليعتبروا وليس ليستفيدوا من بصماتك وعلمك ، ولكن لكي لا يقلدوك ، فهل تحب أن تكون ظالم ومجرم وفاحش ، وتكون آيه للناس للعظة ؟! ، أم تحب أن تكون مثل النبي والصحابة والصحالحين و العلماء والعباقرة؟! ، أنت من تختار

لا تجعل الناس أمامك ، بل أجعل الناس هدف لكي ينتفعون ببصماتك وعلمك ، وأجعل الله أمام عينيك ، وأجعل هدفك أمام عينيك ، فالله عند ظن العبد ، فظن فالله الخير دائماً يأتيك ، ولا تترك نفسك مجرد إنسان مستهلك ، مجرد إنسان سيعيش ويموت وينساه الناس ، أترك بصمتك


لا بد أن تجد نفسك ، فلا تترك نفسك مجرد إنسان يعيش ويأكل ويشرب ، ويستهلك وينتقد وينم ويغتاب ، ثم يموت ، فملايين الناس عاشوا هكذا ، فلا تكن منهم ، وكن من القلائل ، الذين تركوا بصمات ، وأعمال وصفات وأخلاق وإختراعات وعلم ينفع الناس .


Update : 2017-11-09 | By: iCoN

موضوعات اخري قد تهُمك

0 comment

Mohammed Abeid مارس 8, 2017 - 10:18 م

فعلاً لا يجب أن أتبع القطيع

رد
أحمد محمد عبد المنعم مارس 27, 2017 - 9:04 ص

هذا كلام صحيح… شرفت مدونة ماتريكس

رد
Saad hemidia مارس 23, 2017 - 5:37 م

شكرا جزيلا سيدي الفاضل على هذا الدعم المعنوي لقد زرعت في رغبة جامحة تحثني على استجماع همتي بعد الشتات، فشكرا وألف شكر أستاذي

رد
أحمد محمد عبد المنعم مارس 27, 2017 - 9:05 ص

جزاك الله خيراً.. هذا فضلاً من الله.. فليس صدفة أن أكتب هذا الموضوع وليس صدفة أن تقرأ أنت… بارك الله فيك

رد

Leave a Comment

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك، ولكن يمكنك الاعتراض إذا رغبت. موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy