نواة لينوكس و توزيعة لينوكس : عودة بالتاريخ إلى الوراء لتبيان الفروقات و تصحيح المفاهيم

الكاتب Null
نشرت: آخر تحديث بتاريخ 544 مشاهدة

الكثير من الأشخاص المهتمين بمجال تكنولوجيا المعلومات حول العالم ، لا يفرقون بين نواة لينوكس و توزيعة لينوكس و هذا لا ينطبق على المحترفين منهم لأنهم يدركون جيدا الفرق التقني بينهما .
لذلك سنحاول في هذه التدوينة اليوم أن نزيل جميع المفاهيم المغلوطة عن النواة و التوزيعة لكي يستقر المعنى الحقيقي لكل منهما في أذهاهنا .


تاريخ إنشاء نواة لينوكس :


تاريخ إنشاء نواة لينوكس


بصفة عامة نواة أي نظام تشغيل هي همزة الوصل اللتي تضمن الاتصال المباشر بالعتاد و إستغلاله بالطريقة المثلى و تضمن أيضا تحميل النظام بالكامل و تنفيذ العمليات فيه و إدارة المداخل و المخارج .

و لكي نتعرف على المفهوم الحقيقي لنواة لينوكس لابد لنا من أخذ خطوة إلى الوراء كي نعرف تاريخ منشأها أولا .

نظام يونكس UNIX هو المنطلق :


نظام يونكس UNIX هو المنطلق


كانت البدايات في عام 1973 مع نظام التشغيل يونكس UNIX اللذي يعتبر النظام المفضل للهاكرز بالمعنى الإيجابي في ذلك الوقت ، و اللذي كان من تطوير كل من كين تومسون Ken Thompson و دينيس ريتشي Dennis Ritchie في مختبرات بيل Bell Labs .
و لقد تمت برمجة يونكس بلغة ال C لضمان عمل هذا النظام على أي نوع من الأجهزة بحث يكون مستقلا عن العتاد .
و لقد كان الطلب على يونكس كبيراً جدا بعد ما قامت بإشتراءه شركة AT&T  مما جعل توفير الدعم الفني أمراً صعبا لذا قامت بإطلاق الملف المصدري له source code  في الجامعات و مراكز البحث العلمي والجمعيات غير الربحية .

و لأن الملف المصدري موجود فلا ضرورة لتقديم دعم فني ” فقط للنظام الخامس system V و طبعا وفق رخصة غير حرة ، أي أنه لا يزال ملك لهم ولا يمكن لأحد التعديل فيه بدون إذن خطي منهم ” .

هذا الإصدار الخامس قد تم إنتاج أشباه كثيرة له من أكثر من شركة ، وكان من بينهم مشروع BSD واللذي كتب بطريقة مختلفة ، ثم تم وضع معايير POSIX التي تسير عليها كل الشركات و التي يسمح لها بتطوير هذه الأنظمة .
و لقد ظهر الكثير من مشتقاتها مثل AIX من IBM و HP/UX و SunOS أو Solaris و SCO UNIX و Xenix من مايكروسوفت وكانت هذه الأنظمة مكلفة جداً لميزانية الدولة و اقتصرت فقط على مراكز البحث العلمي والجامعات والأجهزة العسكرية .

نظام جنو GNU و بزوغ فجر لينوكس :


نظام جنو GNU و بزوغ فجر لينوكس


كانت فلسفة يونكس تعتبر دائما أن نظام التشغيل مقصور فقط على الأجهزة الخارقة ومن يستطيع صناعتها أو شراءها من كبار الشركات و اللذي يشترط استخدامه بتوقيع إتفاقيات عدم المكاشفة Non-disclosure agreement ، و هذا ما دفع بريتشارد ستالمان Richard Stallman من معهد مساشوستس للتكنولوجيا MIT في مختبر الذكاء الصناعي في الثمانينات ليطور نظاماً حراً و مفتوح المصدر يحقق فلسفة المعهد اللذي كان يؤمن بها .

أطلق على هذا النظام إسم GNU وهي اختصار ل GNU is Not Unix أي جنو ليس يونكس و بهذا نعرف أن GNU هو بديل عن أدوات نظام يونكس .

بدأ ريتشارد ستالمان بمحرر النصوص و مفسر لغة lisp المسمى EMACS ثم تفرغ لعمل منظمة FSF اللتي إلتحق بها آلاف المبرمجين لإكمال تطوير هذا النظام اللذي تم إنجازه فعليا .
ولكن لم يكن هذا المشروع يطمح لعمل نواة نظام التشغيل kernel بل كان بهدف تطوير أدواته فقط مثل : مفسر الأوامر shell و المصنف compiler و محرر النصوص Text editor إلخ .

ظهور نواة لينوكس و بداية تغيير العالم :


ظهور نواة لينوكس و بداية تغيير العالم


في سنة 1991 بدأ الطالب الفنلدي لينوس تورفادليز Linus Torvalds من جامعة هلسنكي Helsinki في العمل على تطوير مشروع لبرمجة محاكي للطرفية Terminal emulator مستخدما في ذلك نظام التشغيل MINIX .
و لقد تطور المشروع لاحقا ليصل إلى برمجة نظام تشغيل بالكامل و الحافز اللذي لطالما كان يحرك فيه روح المضي قدما نحو هذا الهدف هو أنه كان يمتلك حاسوبا غير مدعوم بنظام تشغيل و اللذي قال عنه ذات مرة :

“ماذا تفعل إذا كان لديك حاسوب غير مدعوم من نظام التشغيل؟ أتبرمج نظامك بنفسك ! ” .

نظام التشغيل هذا الذي أسسه لينوس كان إسمه في الأول FreaX ومن ثم قام بتغيير إسمه و أصبح لينوكس ليتفوق ليس فقط على الأنظمة العادية بل و على أنظمة يونكس الأخرى اللتي كانت تكلف ميزانية دولة كما ذكرنا سابقا ، ثم وضع ملفات نواة لينوكس على الإنترنت في سنة 1994 و تم مشاركتها مع الآلاف من المبرمجين من مختلف أرجاء العالم .


لكن ماهي العلاقة اللتي تربط مشروع GNU بنواة لينوكس ؟


لكن ماهي العلاقة اللتي تربط مشروع GNU بنواة لينوكس ؟

 


لقد عرفنا الآن أن الهدف الرئيسي لمشروع لينوس تورفادليز بالأساس هو برمجة نواة نظام التشغيل فقط ، والتي سماها لينوكس ، أما مشروع GNU ، كان يهدف إلى تطو ير برامج حرة مثل برامج النسخ و اللصق و الحذف و غيرها من العمليات الأساسية المشهورة على الملفات و المجلدات و كان ذلك بعد كتابة برامج جديدة تعوض تلك التي كانت تستخدم في UNIX .

إن الدمج اللذي حصل بين هذين المشروعين هو اللذي أخرج لنا اليوم ما يسمى بنظام التشغيل لينوكس أو بالأصح نظام التشغيل جنو/لينوكس GNU/Linux .

إذن للحوصلة :

  • مشروع لينوس تورفالديز يسمى : نواة لينوكس LINUX KERNEL .
  • مشروع ريشارد ستالمان يسمى : جنو GNU .
  • مشروع الدمج بينهما يسمى : جنو/لينوكس GNU/Linux أو كذلك نظام التشغيل لينوكس .

الآن إذن ماذا نعني بتوزيعة لينوكس ؟


الآن إذن ماذا نعني بتوزيعة لينوكس ؟


إن لينوكس هو عباره عن نواة نظام تشغيل وليس نظام تشغيل متكامل ، و بدمجه مع مجموعة أدوات مشروع جنو نحصل على نظام تشغيل .
ولكن نظام جنو/لينوكس لا يفي حاجة المستخدم العادي لجهاز الكمبيوتر إذ لابد من إضافة بعض البرمجيات مثل OpenOffice و بيئة سطح مكتب مثل Gnome و Unity و KDE و LXDE و MATE و CINNAMON حتى نحصل على نظام تشغيل يصلح للقيام بالأعمال اليومية الروتينية .

و من هنا ظهر ما سيسمى بالتوزيعات ، حيث تقوم هذه التوزيعات بتجميع نواة نظام التشغيل لينوكس مع مجموعه من البرامج مفتوحة المصدر و برامج مشروع جنو و أدوات أخرى حسب الغرض من التوزيعة فمثلا هنالك توزيعات خاصة بالبرمجة و توزيعات خاصة بالإختراق و توزيعات للإستعمال العادي .

و لقد تم تطويرها لتناسب مجموعة معينة من المستخدمين ، فبعضها يدعم لغة ما و بعضها يعمل كجدار حماية و البعض الآخر يتميز بصغر حجمه كتوزيعة  Lubuntu ، و تحاول بعض من هذه التوزيعات أن تكون مناسبة لشريحة واسعة من المستعملين وذلك لجذب أكبر عدد منهم وكسب ثقتهم .

إن أغلب هذه التوزيعات تلبي أغلب الإحتياجات و لكن مع وجود بعض الفروقات القليلة ، حيث أن بعضها يأتي مع أدوات تسهل عملية تثبيت النظام ، وبعضها يسهل العديد من المهام .
و على سبيل الذكر لا الحصر ، نذكر :

UBUNTU و MINT و FEDORA و KALI و العديد من التوزيعات الأخرى اللتي تجدونها على هذا الرابط :

مراجعة لأفضل توزيعات اللينوكس + روابط تحميل مباشرة


وفي النهاية و بعد كل هذه التوضيحات ، فمن الأصح أن نطلق إسم LINUX KERNEL على نواة لينوكس و GNU/LINUX على نظام التشغيل لينوكس و LINUX DISTRIBUTION على توزيعة لينوكس و ليس أن نطلق على كل شيء إسم لينوكس 🙂


Update : 2017-11-05 | By: iCoN.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق قراءة المزيد