تحصل مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي FBI بداية من صباح يوم 1 ديسمبر 2016 على الموافقة المبدئية من وزارة العدل الأمريكية لترقية صلاحياته و اللتي ستمكنه من إختراق أجهزة الكمبيوتر في الولايات المتحدة الأمريكية و خارجها دون الرجوع إلى إذن قضائي في تنفيذ مهامه .
كيف تحصل ال FBI على الموافقة ؟
لقد جاءت هذه الموافقة بعد ما قامت المحكمة العليا بتقديم طلب في شهر أبريل الفارط ينص على تعديل بعض القوانين المتعلقة بمكافحة الجريمة الإلكترونية و اللتي كانت لا تسمح لل FBI بملاحقة الهاكرز قضائيا خارج المقاطعة اللتي وقعت فيها الجريمة و ذلك لأن القوانين الأمريكية لا تمكن القاضي المتكلف بملف الجريمة بإصدار برقية إختراق لجهاز الهاكر اللذي يتواجد خارج حدود مقاطعتها بالإضافة إلى وجوب تقديم طلب من المحكمة في تلك المقاطعة و إنتظار الرد و هذا يسبب بطأ كبيرا في تقدم سير القضية .
صدى قرار الموافقة لل FBI في المجتمع الأمريكي :
أثار هذا القرار ضجة كبيرة في أوساط المدافعين عن قيم الخصوصية على شبكة الأنترنت مما دفع ببعض النشطاء في هذا المجال مثل Kevin Bankston مدير شركة Open Technology Institute للقول :
” إن هذا القرار يساوي بين الدولة الأمريكية و بين الهاكرز ذوي القبعة السوداء و لا يمكنني تسميته إلا بإختراق دولة لأفراد و ليس إختراق فرد لفرد ” .
و لقد إستمات أيضا السيناتور المشهور Ron Wyden إلى آخر وقت من مساء يوم الإربعاء 30 نوفمبر 2016 في محاربة هذا القرار ولكن دون جدوى ، فلقد كانت الأصوات المؤيدة له أكثر من الرافضة مما جعله يخسر الرهان ، و لقد صرح قائلا :
” هذا القرار من أسوء قرارات سياسة المراقبة اللتي إتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية على مر تاريخها و هو يمد ال FBI بسلطة غير مسبوقة لإختراق الهواتف الشخصية وأجهزة الكمبيوتر وغيرها من الأجهزة للأمريكيين ” .
و أعرب عن خشيته كذلك من السياسة القادمة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب Donald Trump اللذي قال في تصريح صحفي له بأنه يريد إختراق الأنظمة الإلكترونية لمعارضيه السياسيين كما هو الحال في روسيا .
إلى أين سيؤدي هذا القرار ؟
هذا القرار يمكن أن يؤدي إلى تغييرات جذرية في ملف مكافحة الجريمة الإلكترونية في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها ويضع العديد من نقاط الإستفهام حول أهدافه الحقيقية ومن بين الأسئلة المطروحة هنا :
ماذا لو قامت ال FBI بإختراق شبكة بوتنات Botnet و اللتي تحتوي على آلاف الأجهزة اللتي هي بدورها ضحية للهاكر اللذي قام بإستعمالها وتوجيهها ، وهل يمكن أن نضمن أن ال FBI لن يقوم بالتجسس على تلك الأجهزة أو إستعمالها في أغراض مشبوهة كمهاجمة دول بأكملها عن طريق ال DDOS ؟؟
ويبقى السؤال مطروحا و الجواب غير واضح .